Featured Video

mardi 20 mars 2012

القرآن الكريم

هو كلام الله أنزله للعباد باللغة العربية، على قلب نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، شأنه في ذلك شأن الكتب المقدسة قبله (كالتوراة والإنجيل) المنزلة على أنبياء الله سيدنا موسى وسيدنا عيسى، قبل أن تطالهما يد الزمان القديم، حيث لم يكن للناس- في تلك الأيام - اهتمام بتدوينها ودقة نقلها، حسبما هو متعارف عليه اليوم في طرق توثيق المنقولات. وقد أنزله الله جل وعلا ليعيد الناس إلى الشرع الإلهي الذي بَعُدَ الناس عنه، وليتحداهم ويظهر عجزهم عن الإيتان بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً. 3 – وقد تم حفظه كتابة باللغة العربية، منذ ساعة نزوله آية آية، على ما كان معروفاً في ذاك الزمان من رقاع وعظم وحجر رقيق وما شابه ذلك. ثم جرى جمعه منسقاً في عهد أبي بكر، ثم جرى نسخ خمسة مصاحف منه أرسلت إلى الأمصار الإسلامية المعروفة يومذاك ليكون مرجعاً للناس في عهد عثمان، يعودون إليه إذا ما اختلفوا في كلمة أو حرف منه. كما تم حفظه في الصدور، حيث كان صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم يحفظونه ويتعبدون الله بتلاوته وترتيله غيباً... وما زال الناس يتلقون القرآن حفظاً كابراً عن كابر، دون انقطاع منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم؛ الأمر الذي يؤكد أن نقل كلام الله هذا (القرآن) كان بالتواتر، حيث يرويه جمع من الحفظة يحيل العقل تواطؤهم على الكذب عن جمع مثلهم، دون انقطاع إلى أن يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بحث لا يمكن بأي حال أن يتصور تواطؤ كل هذه الجموع التقية على الكذب، بالإضافة إلى النص المكتوب والمحفوظ منذ ذلك العهد (مصحف عثمان) وما نقله من أتى بعد ذلك عن هذا المصحف حتى وصل إلينا، مجمَعاً على كتابته في السطور، ومجمعاً على نقله في الصدور؛ فكان هذا النقل الذي جرى في العصور التي تسمى عصور الظلمات أفضل وسيلة عرفها العلم الحديث، لضمان صحة النقل وسلامته، للوثوق بالأصل وثوقاً لا يتطرق إليه الشك.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More